خطبة فاطمة الزهراء سیدة نساء العالمین علیها السلام
خطبة الزهراء علیها السلام |
استماع | تحمیل |
المدة وحجم الملف |
بصوت الشیخ العلامة : فاضل المالکی |
حفظ |
41.50 دقیقة - 5.01 MB |
روى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه
أبوبکر وعمر على منع فاطمة علیها السلام فدکا و بلغها
ذلک لاثت خمارها على رأسها و اشتملت بجلبابها وأقبلت
حفدتها ونساء قومها تطأ ذیولها ما تخرم مشیتها مشیة
رسول الله ( ص ) حتى دخلت على أبی بکر وهو فی حشد
من المهاجرین والأنصار وغیرهم فنیطت دونها ملاءة
فجلست ثم أنَت أنَةً
أجهش القوم لها بالبکاء فأرتج المجلس ثم أمهلت هنیئة حتى إذا سکن نشیج القوم وهدأت فورتهم
افتتحت الکلام بحمد الله و الثناء علیه والصلاة على رسوله فعاد القوم فی بکائهم فلما أمسکوا عادت فی کلامها فقالت علیها السلام :
الحمد لله على ما أنعم وله الشکر على ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء أسداها وتمام منن أولاها جم عن الإحصاء عددها ونأى عن الجزاء أمدها وتفاوت عن
الإدراک أبدها وندبهم لاستزادتها بالشکر لاتصالها واستحمد إلى الخلائق بإجزالها وثنى بالندب إلى أمثالها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شریک له کلمة جعل الإخلاص تأویلها
وضمن
القلوب موصولها وأنار فی التفکر معقولها الممتنع من الأبصار رؤیته ومن الألسن صفته ومن الأوهام کیفیته
ابتدع الأشیاء لا من شیء کان قبلها وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها کونها
بقدرته وذرأها بمشیته من غیر حاجة منه إلى تکوینها ولا فائدة له فی تصویرها إلا تثبیتا لحکمته وتنبیها على طاعته
وإظهارا لقدرته تعبدا لبریته وإعزازا لدعوته ثم جعل الثواب على
طاعته ووضع العقاب على معصیته ذیادة لعباده من نقمته وحیاشة لهم إلى جنته وأشهد أن أبی محمدا عبده ورسوله اختاره قبل أن أرسله وسماه قبل أن اجتباه واصطفاه قبل
أن ابتعثه إذ
الخلائق بالغیب مکنونة وبستر الأهاویل مصونة وبنهایة العدم مقرونة علما من الله تعالى بمآیل الأمور وإحاطة بحوادث الدهور ومعرفة بمواقع الأمور ابتعثه الله إتماما لأمره وعزیمة على
إمضاء حکمه وإنفاذا لمقادیر رحمته فرأى الأمم فرقا فی أدیانها عکفا على نیرانها عابدة لأوثانها منکرة لله مع
عرفانها فأنار الله بأبی محمد ص ظلمها وکشف عن القلوب بهمها وجلى
عن الأبصار غممها وقام فی الناس بالهدایة فأنقذهم من الغوایة وبصرهم من العمایة وهداهم إلى الدین القویم ودعاهم إلى الطریق المستقیم ثم قبضه الله إلیه قبض رأفة واختیار ورغبة
وإیثار فمحمد ( ص ) من تعب هذه الدار فی راحة قد حف بالملائکة الأبرار ورضوان الرب الغفار ومجاورة الملک الجبار صلى الله على أبی نبیه وأمینه وخیرته من الخلق وصفیه والسلام علیه ورحمة الله وبرکاته
ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت : أنتم عباد الله نصب أمره ونهیه وحملة دینه ووحیه وأمناء الله على أنفسکم وبلغاءه إلى الأمم زعیم حق له فیکم وعهد قدمه إلیکم وبقیة استخلفها علیکم
کتاب الله الناطق والقرآن الصادق والنور الساطع والضیاء اللامع بینة بصائره منکشفة سرائره منجلیة ظواهره مغتبطة به أشیاعه قائدا إلى الرضوان اتباعه مؤد إلى النجاة استماعه
به تنال حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذرة وبیناته الجالیة وبراهینه الکافیة وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المکتوبة فجعل الله الإیمان تطهیرا لکم من
الشرک والصلاة تنزیها لکم عن الکبر والزکاة تزکیة للنفس ونماء فی الرزق والصیام تثبیتا للإخلاص والحج تشییدا للدین والعدل تنسیقا للقلوب وطاعتنا نظاما للملة وإمامتنا أمانا للفرقة
والجهاد عزا للإسلام والصبر معونة على استیجاب الأجر والأمر بالمعروف مصلحة للعامة وبر الوالدین وقایة من السخط وصلة الأرحام منسأة فی العمر ومنماة للعدد والقصاص حقنا
للدماء والوفاء بالنذر تعریضا للمغفرة وتوفیة المکاییل والموازین تغییرا للبخس والنهی عن شرب الخمر تنزیها عن الرجس واجتناب القذف حجابا عن اللعنة وترک السرقة إیجابا للعفة
وحرم الله الشرک إخلاصا له بالربوبیة فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطیعوا الله فیما أمرکم به ونهاکم عنه فإنه إنما یخشى الله من عباده العلماء
ثم قالت أیها الناس اعلموا أنی فاطمة و أبی محمد ص أقول عودا وبدوا ولا أقول ما أقول غلطا ولا أفعل ما أفعل شططا لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ
عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبی دون نسائکم وأخا ابن عمی دون رجالکم ولنعم المعزى إلیه ص فبلغ الرسالة صادعا بالنذارة مائلا عن مدرجة المشرکین
ضاربا ثبجهم آخذا بأکظامهم داعیا إلى سبیل ربه بالحکمة والموعظة الحسنة یجف الأصنام وینکث الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى تفرى اللیل عن صبحه وأسفر الحق عن
محضه ونطق زعیم الدین وخرست شقاشق الشیاطین وطاح وشیظ النفاق وانحلت عقد الکفر والشقاق وفهتم بکلمة الإخلاص فی نفر من البیض الخماص وکنتم على شفا حفرة من النار
مذقة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الأقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد أذلة خاسئین تخافون أن یتخطفکم الناس من حولکم فأنقذکم الله تبارک وتعالى بمحمد ص بعد اللتیا
والتی وبعد أن منی ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الکتاب کلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشیطان أو فغرت فاغرة من المشرکین قذف أخاه فی لهواتها فلا
ینکفئ حتى یطأ جناحها بأخمصه ویخمد لهبها بسیفه مکدودا فی ذات الله مجتهدا فی أمر الله قریبا من رسول الله سیدا فی أولیاء الله مشمرا ناصحا مجدا کادحا لا تأخذه فی الله لومة لائم
وأنتم فی رفاهیة من العیش وادعون فاکهون آمنون تتربصون بنا الدوائر وتتوکفون الأخبار وتنکصون عند النزال وتفرون من القتال فلما اختار الله لنبیه دار أنبیائه ومأوى أصفیائه ظهر
فیکم حسکة النفاق وسمل جلباب الدین ونطق کاظم الغاوین ونبغ خامل الأقلین وهدر فنیق المبطلین فخطر فی عرصاتکم وأطلع الشیطان رأسه من مغرزه هاتفا بکم فألفاکم لدعوته
مستجیبین وللعزة فیه ملاحظین ثم استنهضکم فوجدکم خفافا وأحمشکم فألفاکم غضابا فوسمتم غیر إبلکم ووردتم غیر مشربکم هذا والعهد قریب والکلم رحیب والجرح لما یندمل والرسول
لما یقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ألا فی الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحیطة بالکافرین فهیهات منکم وکیف بکم وأنى تؤفکون وکتاب الله بین أظهرکم أموره ظاهرة وأحکامه زاهرة وأعلامه
باهرة وزواجره لائحة وأوامره واضحة وقد خلفتموه وراء ظهورکم أرغبة عنه تریدون أم بغیره تحکمون بئس للظالمین بدلا ومن یتبع غیر الإسلام دینا فلن یقبل منه وهو فی الآخرة
من الخاسرین ثم لم تلبثوا إلا ریث أن تسکن نفرتها ویسلس قیادها ثم أخذتم تورون وقدتها وتهیجون جمرتها وتستجیبون لهتاف الشیطان الغوی وإطفاء أنوار الدین الجلی وإهمال سنن
النبی الصفی تشربون حسوا فی ارتغاء وتمشون لأهله وولده فی الخمرة والضراء ویصیر منکم على مثل حز المدى ووخز السنان فی الحشا وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا أ فحکم
الجاهلیة تبغون ومن أحسن من الله حکما لقوم یوقنون أفلا تعلمون بلى قد تجلى لکم کالشمس الضاحیة أنی ابنته أیها المسلمون أأغلب على إرثی یا ابن أبی قحافة أفی کتاب الله ترث أباک
ولا أرث أبی لقد جئت شیئا فریا أفعلى عمد ترکتم کتاب الله ونبذتموه وراء ظهورکم إذ یقول وَوَرِثَ سُلَیْمانُ داوُدَ
وقال فیما اقتص من خبر یحیى بن زکریا إذ قال فَهَبْ لِی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیًّا یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ
وقال وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِی کِتابِ اللَّهِ
وقال یُوصِیکُمُ اللَّهُ فِی أَوْلادِکُمْ لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ
وقال إِنْ تَرَکَ خَیْراً الْوَصِیَّةُ لِلْوالِدَیْنِ وَ الْأَقْرَبِینَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِینَ
وزعمتم أن لا حظوة لی ولا إرث من أبی ولا رحم بیننا أ فخصکم الله بآیة أخرج أبی منها أم هل تقولون إن أهل ملتین لا یتوارثان أو لست أنا وأبی من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم
بخصوص القرآن وعمومه من أبی وابن عمی فدونکها مخطومة مرحولة تلقاک یوم حشرک فنعم الحکم الله والزعیم محمد والموعد القیامة وعند الساعة یخسر المبطلون ولا ینفعکم إذ تندمون ولکل نبأ مستقر وسوف تعلمون من یأتیه عذاب یخزیه ویحل علیه عذاب مقیم
ثم رمت بطرفها نحو الأنصار فقالت : یا معشر النقیبة وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ما هذه الغمیزة فی حقی والسنة عن ظلامتی أما کان رسول الله ص أبی یقول المرء یحفظ فی ولده
سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة ولکم طاقة بما أحاول وقوة على ما أطلب وأزاول أتقولون مات محمد ( ص ) فخطب جلیل استوسع وهنه واستنهر فتقه وانفتق رتقه وأظلمت الأرض
لغیبته وکسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصیبته وأکدت الآمال وخشعت الجبال وأضیع الحریم وأزیلت الحرمة عند مماته فتلک والله النازلة الکبرى والمصیبة العظمى لا مثلها نازلة
ولا بائقة عاجلة أعلن بها کتاب الله جل ثناؤه فی أفنیتکم وفی ممساکم ومصبحکم یهتف فی أفنیتکم هتافا وصراخا وتلاوة وألحانا ولقبله ما حل بأنبیاء الله ورسله حکم فصل وقضاء حتم
وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ إیها بنی قیله أأهضم تراث أبی
وأنتم بمرأى منی ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسکم الدعوة وتشملکم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندکم السلاح والجنة توافیکم الدعوة فلا تجیبون وتأتیکم الصرخة فلا تغیثون
أنتم موصوفون بالکفاح معروفون بالخیر والصلاح والنخبة التی انتخبت والخیرة التی اختیرت لنا أهل البیت قاتلتم العرب وتحملتم الکد والتعب وناطحتم الأمم وکافحتم البهم لا نبرح أو
تبرحون نأمرکم فتأتمرون حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام ودر حلب الأیام وخضعت ثغرة الشرک وسکنت فورة الإفک وخمدت نیران الکفر وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدین
فأنى حزتم بعد البیان وأسررتم بعد الإعلان ونکصتم بعد الإقدام وأشرکتم بعد الإیمان بؤسا لقوم نکثوا أیمانهم من بعد عهدهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوکم أول مرة أ تخشونهم
فالله أحق أن تخشوه إن کنتم مؤمنین ألا وقد أرى أن قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض وخلوتم بالدعة ونجوتم بالضیق من السعة فمججتم ما وعیتم ودسعتم
الذی تسوغتم فإن تکفروا أنتم ومن فی الأرض جمیعا فإن الله لغنی حمید ألا وقد قلت ما قلت هذا على معرفة منی بالجذلة التی خامرتکم والغدرة التی استشعرتها قلوبکم ولکنها فیضة
النفس ونفثة الغیظ وخور القناة وبثة الصدر وتقدمة الحجة فدونکموها فاحتقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقیة العار موسومة بغضب الجبار وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة التی
تطلع على الأفئدة فبعین الله ما تفعلون وسیعلم الذین ظلموا أی منقلب ینقلبون وأنا ابنة نذیر لکم بین یدی عذاب شدید فاعملوا إنا عاملون و انتظروا إنا منتظرون .
فأجابها أبو بکر عبد الله بن عثمان وقال یا بنت رسول الله لقد کان أبوک بالمؤمنین عطوفا کریما رءوفا رحیما وعلى الکافرین عذابا ألیما وعقابا عظیما إن عزوناه وجدناه أباک دون
النساء وأخا إلفک دون الأخلاء آثره على کل حمیم وساعده فی کل أمر جسیم لا یحبکم إلا سعید ولا یبغضکم إلا شقی بعید فأنتم عترة رسول الله الطیبون الخیرة المنتجبون على الخیر
أدلتنا وإلى الجنة مسالکنا وأنت یا خیرة النساء وابنة خیر الأنبیاء صادقة فی قولک سابقة فی وفور عقلک غیر مردودة عن حقک ولا مصدودة عن صدقک والله ما عدوت رأی رسول الله
ولا عملت إلا بإذنه والرائد لا یکذب أهله وإنی أشهد الله وکفى به شهیدا أنی سمعت رسول الله ( ص ) یقول نحن معاشر الأنبیاء لا نورث ذهبا و لا فضة و لا دارا و لا عقارا و إنما نورث
الکتاب والحکمة والعلم والنبوة وما کان لنا من طعمة فلولی الأمر بعدنا أن یحکم فیه بحکمه وقد جعلنا ما حاولته فی الکراع والسلاح یقاتل بها المسلمون ویجاهدون
فقالت علیها السلام سبحان الله ما کان أبی رسول الله ( ص ) عن کتاب الله صادفا ولا لأحکامه مخالفا بل کان یتبع أثره ویقفو سوره أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا علیه بالزور وهذا بعد وفاته
شبیه بما بغی له من الغوائل فی حیاته هذا کتاب الله حکما عدلا وناطقا فصلا یقول یَرِثُنِی وَ یَرِثُ مِنْ آلِ یَعْقُوبَ و یقول وَ وَرِثَ سُلَیْمانُ داوُدَ وبین عز وجل فیما وزع من الأقساط
وشرع من الفرائض والمیراث وأباح من حظ الذکران والإناث ما أزاح به علة المبطلین وأزال التظنی والشبهات فی الغابرین کلا بل سولت لکم أنفسکم أمرا فصبر جمیل والله المستعان على ما تصفون
فقال أبو بکر صدق الله ورسوله وصدقت ابنته معدن الحکمة وموطن الهدى والرحمة ورکن الدین وعین الحجة لا أبعد صوابک ولا أنکر خطابک هؤلاء المسلمون بینی وبینک قلدونی ما
تقلدت وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غیر مکابر ولا مستبد ولا مستأثر وهم بذلک شهود
فالتفتت فاطمة علیها السلام إلى الناس و قالت : معاشر المسلمین المسرعة إلى قیل الباطل المغضیة على الفعل القبیح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها کلا بل ران على
قلوبکم ما أسأتم من أعمالکم فأخذ بسمعکم وأبصارکم ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر ما منه اغتصبتم لتجدن والله محمله ثقیلا وغبه وبیلا إذا کشف لکم الغطاء وبان بإورائه
الضراء وبدا لکم من ربکم ما لم تکونوا تحتسبون و خسر هنا لک المبطلون
ثم عطفت على قبر النبی ( ص ) و قالت
قـد کـان بعـدک أنبـاء و هنبثة لوکنت شاهدها لم تکثر الخطب
إنـا فقـدناک فقـد الأرض وابلها و اختل قومک فاشهدهم و لا تغب
قـد کـان جبریـل بالآیات یؤنسنا فغاب عنا فکـل الخیـر محتجب
و کنت بـدرا و نـورا یستضاء به علیک ینزل من ذی العـزة الکتب
تجهمتنـا رجـال و استخف بنـا إذ غبت عنا فنحن الیـوم تغتصب
فسوف نبکیک ما عشنا و ما بقیت منا العیـون بتهمال لها سکـب